
شهدت منطقة الخليج تطورات عسكرية وسياسية لافتة بعد تعرض الدوحة لهجوم إسرائيلي مباشر. الحدث أثار جملة من التساؤلات الكبرى: لماذا لم يُكتب للعملية الفشل؟ هل لعبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب دورًا في تضليل حلفائه الخليجيين؟ ولماذا تظهر الدفاعات القطرية مركزة على اعتراض الصواريخ الإيرانية تحديدًا؟ والأهم: متى وكيف سيكون الرد القطري أو الإقليمي؟
أولاً: لماذا لم يفشل العدوان الإسرائيلي؟
1- غياب ردع دولي فعلي: رغم الإدانات اللفظية من عواصم عدة، لم تتحول هذه المواقف إلى إجراءات عملية توقف الاعتداء أو تحدّ من آثاره.
2- قدرة تنفيذية عالية: العملية نُفذت بتخطيط استخباراتي ولوجستي متقدم، ما قلّل من احتمالات الفشل الميداني.
3- معادلات إقليمية معقدة: بعض الأطراف الإقليمية فضّلت التزام الصمت أو الحياد، ما ساعد في إنجاح العملية إسرائيليًا.
ثانياً: كيف خدع ترامب حلفاءه في الخليج؟
1- وعود مشروطة: إدارة ترامب أغدقت على حلفائها وعود الحماية والدعم، لكنها كانت مرتبطة بصفقات سلاح واستثمارات ضخمة.
2-إستراتيجية الابتزاز: الوعود تحولت إلى أوراق مساومة أكثر من كونها التزامًا إستراتيجيًا ثابتًا.
3- الفجوة بين التصور والواقع: مع العدوان على الدوحة، شعر بعض الخليجيين بأن الولايات المتحدة لم تتحرك بالزخم المتوقع، ما كشف حدود تلك الوعود.
ثالثاً: لماذا تسقط الصواريخ الإيرانية فقط؟
1- تقنية دفاعية: أنظمة الدفاع الجوي في قطر قد تكون مُهيأة للتعامل مع تكنولوجيا إيرانية معروفة مسبقًا.
2- رسائل سياسية: التركيز على الصواريخ الإيرانية يكرّس رواية أن “الخطر الإيراني” هو التهديد الرئيسي في المشهد الخليجي.
3- اختراق استخباراتي: وجود معرفة مسبقة بمسارات هذه الصواريخ يسهل اعتراضها أكثر من غيرها.
اذا متى الرد؟
• الخيار القطري: حتى الآن، الدوحة تتحرك عبر القنوات الدبلوماسية والدولية، وتفضّل ضبط النفس.
• الخيار الإقليمي: إذا تصاعدت الاعتداءات، قد نشهد ردًا غير مباشر عبر أطراف حليفة أو عبر دعم فصائل في مناطق أخرى.
• الخيار الدولي: قطر تراهن على تحالفاتها مع الولايات المتحدة وأوروبا للضغط على إسرائيل سياسيًا بدلًا من مواجهة عسكرية مباشرة.
العدوان الإسرائيلي على الدوحة يكشف أن المنطقة تقف أمام مرحلة حساسة ومعقدة. ما زالت الأسئلة الكبرى مفتوحة: هل انخدع الخليج فعلًا بوعود إدارة ترامب؟ ولماذا تبدو الدفاعات موجهة نحو الصواريخ الإيرانية تحديدًا؟ ومتى يكون الرد القطري أو الإقليمي؟
حتى الآن، يبدو المشهد أقرب إلى بداية فصل جديد من صراع النفوذ في الخليج، أكثر من كونه نهاية لمعركة.