صور اليومعربية

تقرير استقصائي.. خطوات إسرائيل نحو هدم المسجد الأقصى وتهويد القدس

خلال الأسابيع الماضية، شهدت القدس أحداثًا غاية في الخطورة، تجاهلتها معظم وسائل الإعلام العربية والدولية، رغم أنها تحمل مؤشرات واضحة على أخطر مرحلة في الصراع على المسجد الأقصى. ما حدث ليس مجرد وقائع متفرقة، بل جزء من خطة متكاملة تهدف إلى تغيير هوية القدس وإزالة المسجد الأقصى من الوجود.


أولًا: افتتاح طريق الحجاج أسفل الأقصى

  • في زيارة رسمية قبل أيام، شارك وزير الخارجية الأمريكي في افتتاح “طريق الحجاج”، وهو نفق يبدأ من حي سلوان ويمتد أسفل المسجد الأقصى حتى يصل إلى حائط البراق.
  • وفقًا للرواية اليهودية، هذا هو الطريق الذي كان يسلكه اليهود قديمًا للوصول إلى “الهيكل”.
  • مشاركة مسؤول أمريكي رفيع في هذا الافتتاح هي إعلان سياسي واضح بأن واشنطن تعترف عمليًا بالرواية الصهيونية حول القدس، وتدعم تهويدها.

قال نتنياهو في الافتتاح: “القدس مدينتنا وليست مدينتكم، وستبقى مدينتنا دائمًا ولن تُقسم مرة أخرى.”


ثانيًا: النفخ في بوق الشوفار داخل الأقصى

  • قبل هذا الحدث بأسابيع، اقتحم مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية الاحتلال.
  • في سابقة خطيرة، نفخ أحد الكهنة اليهود في بوق “الشوفار” داخل المسجد نفسه.
  • الشوفار، المصنوع من قرن كبش، يُعد في العقيدة اليهودية رمزًا لبداية عهد جديد أو إعلان حرب.
  • تاريخيًا استُخدم لأهداف سياسية:
    • 1956: نُفخ فيه بعد احتلال سيناء كإشارة لضمها.
    • 1967: نُفخ فيه بعد احتلال القدس الشرقية، وصار رمزًا لاعتبارها “محررة” حسب زعمهم.

لكن النفخ داخل الأقصى هذه المرة يعني إعلان سيادة رمزية ودينية كاملة، واعتباره رسميًا “الهيكل الثالث”.


عقيدة الهيكل الثالث

  • في الموروث اليهودي، الهيكل الأول والثاني بُنيا في القدس ثم دُمرا.
  • الحلم الصهيوني يقوم على إعادة بناء “الهيكل الثالث”.
  • الموقع المحدد للبناء – وفق عقيدتهم – هو نفس موقع المسجد الأقصى وقبة الصخرة اليوم.
  • بمعنى مباشر: لن يتحقق مشروع الهيكل إلا بعد إزالة الأقصى بالكامل.

الصورة المتكاملة

عندما نجمع بين الحدثين الأخيرين:

  1. افتتاح “طريق الحجاج” بمشاركة أمريكية رسمية.
  2. النفخ في الشوفار داخل الأقصى.

يتضح أن إسرائيل تتحرك على مستويين متوازيين:

  • ديني رمزي: إعلان السيطرة الروحية على الأقصى واعتباره هيكلًا يهوديًا.
  • سياسي عملي: تنفيذ مشاريع ميدانية تثبت روايتهم التاريخية وتكرّس تهويد القدس بدعم أمريكي مباشر.

لماذا الآن؟

  • يرى الاحتلال أن اللحظة الحالية مثالية لتنفيذ هذه المخططات، في ظل:
    • انشغال العالم بالحرب على غزة.
    • ضعف وتشرذم الموقف العربي والإسلامي.
    • غياب أي رد فعل رادع دولي أو إقليمي.

الخلاصة والتحذير

ما يجري اليوم ليس مجرد استفزازات عابرة، بل خطوات تمهيدية لهدم المسجد الأقصى وبناء “الهيكل الثالث”.
إسرائيل لم تعد تخفي نواياها، بل تعلنها بوضوح، وتنفذها على الأرض بمباركة أمريكية.

السؤال الملحّ:
هل سنظل نتابع بصمت حتى يأتي اليوم الذي نصحو فيه لنجد المسجد الأقصى قد أُزيل تمامًا، وأُعلنت القدس رسميًا “العاصمة الأبدية لإسرائيل” بلا منازع؟


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى