نتنياهو يفتح جبهة التصعيد من جديد.. دير البلح تحت النار والميدان على صفيح ساخن

تحليل ميداني — غزة | 29 أكتوبر 2025
ولم تُسجَّل حتى اللحظة حصيلة نهائية للضحايا، في ظل صعوبة حركة الطواقم الطبية وغياب تأكيدات رسمية من الجهات الصحية المستقلة.
رسائل تكتيكية تحت دخان المدافع
يرى محللون أن استخدام المدفعية يعكس رغبة إسرائيلية في إرسال إشارات ميدانية عاجلة دون الانزلاق إلى مواجهة شاملة، إذ يُعتقد أن القصف يستهدف مواقع يُشتبه في استخدامها لإطلاق قذائف أو كنقاط تجمع للفصائل المسلحة.
ويؤكد مراقبون أن هذا النوع من التصعيد “السريع ومنخفض التكلفة” غالبًا ما يأتي بتوجيه سياسي مباشر من القيادة الإسرائيلية، في محاولة لتثبيت معادلات ردع أو اختبار رد الفعل الميداني للفصائل.
تبعات إنسانية ثقيلة
في المقابل، تتزايد المخاوف من آثار إنسانية قاسية على سكان دير البلح، حيث الكثافة السكانية العالية وتداخل الأحياء السكنية مع المنشآت المدنية. القصف، وإن كان محدود النطاق، يهدد حياة المدنيين ويزيد من معاناة القطاع الصحي الذي يواجه ضغوطًا هائلة منذ أشهر.
وتحذر منظمات محلية من انهيار خدمات المياه والكهرباء والإسعاف في حال استمرار القصف أو توسعه خلال الساعات المقبلة.
القانون الدولي والاختبار الأخلاقي
يعيد هذا التصعيد التساؤل حول مدى التزام الأطراف بمبادئ القانون الدولي الإنساني، خصوصًا ما يتعلق بضرورة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية. ويرى خبراء أن أي استهداف عشوائي أو غير متحقق من طابعه العسكري قد يرقى إلى خرق واضح لتلك المعايير.
الميدان الإعلامي بين السرعة والمصداقية
في ظل تصاعد الأحداث، تتسابق المنصات الإعلامية لنقل المشهد من غزة، لكن سرعة النشر قد تُفضي إلى تداول معلومات غير دقيقة أو صور قديمة. ويُحذر صحفيون ميدانيون من خطورة تضخيم الأرقام أو نقل مشاهد غير موثقة دون تحقق مستقل.
تصعيد قد يتجاوز الحدود
سياسيًا، يخشى مراقبون من أن يؤدي القصف إلى ردود من فصائل المقاومة أو توسع في رقعة المواجهة، ما قد يعيد مشهد التصعيد الشامل الذي شهدته غزة في جولات سابقة. كما يُحتمل أن يدفع هذا التصعيد إلى تحركات دبلوماسية جديدة للتهدئة، خاصة في ظل تدهور الوضع الإنساني.
الاحتمالات القادمة
- تصعيد محدود: قصف موضعي دون توسيع العمليات البرية.
 - تصعيد واسع: توسع في القصف يشمل مناطق متعددة من القطاع.
 - تهدئة مؤقتة: وساطات إقليمية ودولية تقود إلى وقف إطلاق نار قصير الأمد.
 
خاتمة
بين نار التصعيد وحسابات السياسة، تظل غزة على صفيحٍ ساخن، فيما يدفع المدنيون الثمن الأكبر من دوامة الصراع المتجددة. وفي انتظار ما ستكشفه الساعات القادمة، يبقى الميدان مفتوحًا على كل الاحتمالات.




