الاخبارثقافة وفن

أوراق البيلسان..يوم في الغابة مع الأبطال

قصة فيروز والعراقي

كان الصباح ينساب بخفة بين أغصان الغابة، وأشعة الشمس تتسلل على الشرفة حيث يجلس طلال حيدر، يحتسي فنجان قهوته الصباحية بتؤدة، يستمع إلى همس الريح بين الأشجار، ويشاهد أوراق البيلسان ترقص في الضوء.

ثلاثة شباب اعتاد أن يراهم يوميًا: يمرون من مدخل الغابة صباحًا، يسلمون عليه بابتسامة هادئة، ثم يختفون بين الأشجار. كل يوم، كان يتساءل في صمت: ماذا يفعلون هنا طوال النهار؟ ما السر وراء اختفائهم في أعماق الغابة؟

في ذلك اليوم، جاء الصباح كما هو معتاد. سلم الشبان على طلال، ودخلوا الغابة بهدوء، وكأنهم جزء من الظلال نفسها. جلس طلال يشرب قهوته الثانية، يراقب أوراق الشجر، يسمع خرير الطيور، ويشعر بشيء مختلف في الهواء، توتر غير مرئي.

مع المساء، انتظر طلال خروجهم، لكنه لم يرَ أي واحد منهم يعود. قلّق قلبه، وشعور غريب بالوحدة اجتاحه، حتى وصل إليه الخبر المفجع: هؤلاء الثلاثة، الذين اعتاد رؤيتهم كل يوم، قد نفذوا عملية فدائية في مستوطنة كريات شمونة شمال فلسطين، واستشهدوا جميعًا.

عرف حينها أن هؤلاء الأبطال هم:

  • ياسين موسى فزع الموزاني – عراقي وقائد العملية.

  • منير المغربي – فلسطيني.

  • أحمد الشيخ محمود – سوري.

جلس طلال يكتب الكلمات التي ستخلد ذكراهم، ليحفظها التاريخ بصوت فيروز، كلمات تمزج الحزن بالبطولة:

وحدن بيبقوا مثل زهر البيلسان
وحدهن بيقطفوا وراق الزمان
بيسكروا الغالي
يضلوا مثل الشتي يدقوا على بوابي
على بوابي
يا زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى