

الولايات المتحدة الأمريكية تمر الآن بأزمة مالية غير مسبوقة، قد تؤثر على الاقتصاد العالمي بأكمله. الأرقام الأخيرة صادمة: الدين العام الأمريكي وصل إلى حوالي 37.9 تريليون دولار، أي ما يعادل أكثر من حجم الاقتصاد الأمريكي نفسه بنسبة 124%!
كم يدين المواطن الأمريكي؟
لتقريب الصورة، إذا كنت مواطنًا أمريكيًا في نيويورك أو واشنطن، فإن دولتك أصبحت تستلف حوالي 25 مليار دولار كل يوم فقط! ومع استمرار إغلاق الحكومة بسبب خلافات الكونغرس حول الميزانية، تُضاف خسائر مباشرة تبلغ 15 مليار دولار أسبوعيًا.
لماذا وصل الاقتصاد الأمريكي لهذه الحالة؟
الأزمة بدأت منذ رفع الكونغرس سقف الدين الفيدرالي في يوليو الماضي، ضمن ما سُمّي بـ”القانون الجميل الكبير Big Beautiful Bill”، مما سمح بزيادة سقف الاستدانة إلى 41.1 تريليون دولار. هذا القرار فتح الباب أمام الحكومة لاستدانة مبالغ إضافية تجاوزت 1.7 تريليون دولار منذ ذلك الوقت، منها 400 مليار دولار في الشهر الأخير فقط.
أزمة الفوائد
المديونية الأمريكية الحالية تُكلف الحكومة أكثر من 1.2 تريليون دولار سنويًا على الفوائد فقط، أي أكثر من ميزانية الدفاع الأمريكية كاملة! هذا الضغط المالي يقلص الإنفاق على التعليم والصحة والبنية التحتية، ويؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين.
محاولة الحل عبر الرسوم الجمركية
الرئيس السابق، ترامب، حاول مواجهة الأزمة من خلال فرض رسوم جمركية على معظم دول العالم، بما فيها الصين، لزيادة الإيرادات. بالفعل، زادت الرسوم الجمركية بنسبة 273% هذا العام، وجمعت 21 مليار دولار في شهر واحد، لكنها لا تكفي لتغطية الفوائد الضخمة.
ماذا يعني هذا للعالم؟
خبراء الاقتصاد يحذرون: الديون الأمريكية وصلت إلى مرحلة لا يمكن سدادها بشكل طبيعي. وهناك مخاوف من أن الولايات المتحدة قد تحاول تمرير جزء من هذه الديون على العالم، باستخدام الذهب والعملات الرقمية مثل البيتكوين كأدوات لتغطية الأزمة.

الخلاصة
أزمة الدين الأمريكي ليست مجرد رقم كبير، بل تهدد الاقتصاد العالمي. المواطن الأمريكي يتأثر بشكل مباشر، والعالم كله قد يصبح جزءًا من هذه اللعبة المالية الكبرى.


