عالميةعربية

ضوء أخضر أميركي وعقاب جماعي؟ هجوم بري إسرائيلي يهدد سكان غزة بمأساة جديدة

حسب ما نقل موقع أكسيوس ووسائل إعلام أخرى، الجيش الإسرائيلي أعلن قبل ساعتين بالضبط بدء عملية برية شاملة للسيطرة على مدينة غزة، التي لا يزال فيها ما يقارب المليون فلسطيني بعد أشهر من القصف الجوي والمدفعي الذي دمّر أحياءً كاملة وأجبر آلاف العائلات على النزوح.

العملية بدأت بعد ساعات من قمة عربية بلا نتائج تذكر، وكأن الرسالة هي تحدٍّ مزدوج: تجاه الشعوب العربية وتجاه ضمير العالم.

الغريب في الأمر —وفق تقرير أكسيوس نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين— أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أثناء زيارته للأراضي المحتلة أمس وصلاةٍ عند حائط البراق، كان في الواقع قد حمل رسالة لإدارة نتنياهو تفيد بأن إدارة ترامب «مؤيدة» للهجوم البري، وأن المطلوب فقط أن يتم بسرعة؛ دون أن يطلب تأجيلًا أو إلغاءً للعملية.

وبعد هذه الأنباء قالت القناة 12 الإسرائيلية إن المجلس الوزاري المصغر يتوقع أن تمتد العملية حتى نهاية السنة، ما يشير إلى أن المخطط ليس هجمة خاطفة بل عملية احتلال طويلة قد تهدِف إلى تدمير ما تبقى من مدينة غزة ودفع سكانها نحو الحدود المصرية.

وفي مؤشر آخر للاستقطاب، خرج ترامب ببيان اتهم فيه حماس بوضع الرهائن في أماكن مكشوفة لاستخدامهم كدروع بشرية، ووصَف أيّ استخدام محتمل لهم بأنه «فظاعة إنسانية لم يُرَ مثلها من قبل»  تعليق يثير الاستنكار عند من ينظرون إلى حجم الخسائر المدنية الراهنة.

الأرقام القادمة من غزة مروعة تقارير عن مئات ومئات من الشهداء خلال الساعات الأخيرة، معظمهم من النساء والأطفال، ومستشفيات تفقد قدرتها على استقبال الجرحى بسبب نقص المعدات والذخائر الطبية. أما الطيران والقصف والاشتباكات والآليات المدرعة فلم تترك شارعًا أو مبنىً إلا وقصفتَه، وتُبلغ أيضاً تقارير عن استخدام طائرات مسيّرة ومتفجِّرات لتدمير مبانٍ ومخيّمات.

بمعنى عملي، المفاوضات تبدو اليوم منتهية

إسرائيل اختارت المضيّ في مواجهة شاملة، وأمريكا أعطتها ضوءًا سياسيًا ودعمًا بمختلف أشكاله بينما تُنكر الضلوع المباشر أمام الكاميرات. النتيجة أن طريق المواجهة تم تحديده، والسؤال الآن: كيف سيرد العرب والمسلمون؟ وكم من أرواح بريئة سيتوجب أن تُدفع كـ«ثمن» قبل أن يتحرّك العالم فعليًا؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى